Pages

mercredi 21 novembre 2012

الحياة الزوجية

الحياة الزوجية



 لكل إنسان طبيعته و شخصيته وأسلوبه في التعامل مع المشاكل الحياة الزوجية
وفي علم النفس درست أن الانسان عندما يواجه مشكلة أو خطرًا فإنه يتعامل معها 


بإحدىطريقتين

إما الهجوم "الصراع"   أو الهروب"الانسحاب

:حالة الهجوم
الهجوم فيظهر في شكل السخرية أو الاستهزاءأو مهاجمة الشخص، أو قد يتخذ الصورة الأسوأ، وهي ذكر عيوب شريك الحياة أمامه أوأمام الآخرين في غيبته ولنرى هذا الموقف
دعت هند بعض الضيوف دون أن تشاور زوجها أحمد فدار بينهما الحوار التالي

أحمد: لماذا فعلت هذا؟
هند في حالة دفاع: ولماذا إنك دوما لا تشاورني في الأمور إنكدعوت صديقك إلى العشاء الجمعة الماضية من غير أن تسألني.
أحمد: انتظري دقيقة إنني....
هند: لا تقاطعني في الكلام.
أحمد: إنك تضطريني لمقاطعتك؛ لأنك دومًا تكثرين الكلام.
هند: لا أدري متى ستنضج إنك كالولد الكبير.
أحمد: وأنت كوالدتك تمامًا.
هند: وما هو العيب في والدتي؟
أحمد: انها دومًا تحاول فرض رأيها على الآخرين وأنت تفعلين مثلها.
هند: الآن ظهرت الحقيقة أنني لن أبقى في هذا المكان.
أحمد: إنك تعلمين أين الباب وأنا لن أمنعك.
هند "خارجة من المطبخ بغضب ": لا أريد أن أراك ثانية.

حالة الانسحاب أو الهروب:
وفيها يتجنب الشريك المشاكل والخلافات معالطرف الآخر وقد يظهر (في شكل إحساس بالصداع أو الانشغال بأنشطة بعيدة مثل:متابعة الأحداث الرياضية أو ـ ربما ـ ممارسة بعض الأنشطة الضارة، أو الإسراف في تعاطي الحبوب المهدئة ... أو الاستغراق في العمل...أو ..أو.. فطرق التجنب لا نهاية لها) [النساء لا يسمعن ما لا يقوله الرجال، د. وارين فاريل،ص(36-37)].
فعند مناقشة مشكلة أو خلاف تقول الزوجة مثلًا، لا أستطيع مناقشة هذا الأمر الآن فأنا مضطرة إلى اخراج البطاطس من الفرن.
أو ربما يقول الزوج: لا أستطيع إكمال هذاالنقاش فعندي موعد مع أصدقائي، ولا يقصد كلا الزوجين من ذلك إلا التهرب منالمناقشة وتفادي الخلاف.
ولاشك أن عادة تفادي الخلاف هذه (تصنع جوًا كاذبًا من الوئام والسلام... وتجدر الإشارة إلى أن هناك زيجات استمرت لفترة طويلة،ولكن الزوجين فيها نادرًا ما يتناقشان في الأمور التي تهمهما فعلًا ..وعندما يقع الخلاف نجد بعض الأزواج ينعزل، ويمتنع عن ذكر أي شيء وهناك بعض الأزواج الآخرين يلجئون إلى تغيير الموضوع أو ينسحبون من النقاش... وعلى السطح قد يبدو أن العلاقة تتسم بالوئام، ولكن الحقيقة غير ذلك) [حتى يبقى الحب، د. محمد محمدبدري، ص(569)، بتصرف يسير].
نعم إن التزام السكوت أمام هذه الخلافات قد يؤدي إلى تخفيف حدة النزاع أو تجنبه، ولكن لا يدوم الحال طويلًا، حيث يتم تأجيل الخلافات لبعض الوقت وسرعان ما يشتعل البركان من جديد عند أدنى اصطدام لأن(المشكلة الكبرى في هذا التجنب أنه لا يقوم بأكثر من إخفاء التوتر تحت السطح، أو تأجيله إلى وقت آخر يظهر فيه وربما بشكل آخر كالانفجار العنيف وبشكل تصعب السيطرة عليه ...) [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض،ص(186)، بتصرف].
وعلى كل حال فعندما يقع الخلاف بين الزوجين فإن أمامهما ثلاثة خيارات: الشجار أو تجنب موضوع الخلاف أو حل المشكلة.
· فإذا اختار الزوجان الشجار، فسيجدا طاقاتهما كلها موجهة نحو محاولة إثبات من كان على حق ومن كان على باطل، ويظل بذلك الخلاف باقيًا.
· أمااذا اختار الزوجان تجنب الموضوع، فسيظهر الخلاف مرة أخرى، وقد يكون أكثر عمقًا وقوة.
· إن اختيار حل المشكلة، هو في واقع الأمر البديل الوحيد الذكي لمعالجة الخلاف.

صور من الخلافات الزوجية:
1-عن أنس قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلمعند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادمة، فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول:"غارت أمكم"، ثم أتى بصحفة من عند التي هو عندها فدفع الصحيحة إلى التيكسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه)[رواه البخارى].
2- وأظن أنه لو أن أحدًا من الرجال فعلتزوجته ذلك أمامه لم تسلم من شتمه أو ربما ضربه أو ... بينما اكتفى النبي صلى اللهعليه وسلم بقوله "غارت أمكم".
3- في يوم (جاء النبي صلى الله عليهوسلم إلى بيت فاطمة فلم يجد عليًا فقال: أين ابن عمك؟ فقالت كان بيني وبينه شيءفغاضبني فخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: انظر أين هو؟ فقال: هو فيالمسجد راقد فجاءه وهو مضطجع وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل النبي صلىالله عليه وسلم يقول: "قم يا أبا تراب ... قم يا أبا تراب"، قال راوي الحديث سهل بن سعد: و ما كان له اسم أحب إليه منه) [رواه البخاري ومسلم].
ويمكن أن نلاحظ في القصة السابقة كيف أن السيدة فاطمة (لم تخبر النبي صلى الله عليه وسلم بطبيعة الخلاف مع زوجها بل كل ماأعلمته إياه هو وجود خلاف فحسب، كما يتبين حسن تصرف علي بن أبي طالب الذي لم يدع مجالًا لاتساع شقة الخلاف والغضب، فترك زوجته وذهب إلى أفضل مكان ترتاح فيهالأعصاب وتصفو النفوس) [فن العلاقات الزوجية في ضوء القرآن والسنة، محمدالخشت، ص(139)].

أنواع الشخصيات أمام المشاكلالزوجية:
هناك عدة أنواع للأزواج والزوجات عند حدوثمشكلة زوجية، ويمكننا أن نرمز لكل شخص برمز، وهم خمسة أنواع على النحو التالي:
النوع الأول: سمك القرش:
وهذاالنوع هو النوع الهجومي فقد يكون الزوج أو الزوجة من النوع الهجومي عند حدوث أي خلاف زوجي سواء أكان الحق معه أم ضده، فدائمًا يهاجم ويحرص على اتهام الآخرين بألفاظ قوية وتصرفات شديدة.
و ليعلم الزوجان أن (الألفاظ مسدسات مشحونة بالرصاص، فإذا اختار أحد الزوجين أن يطلقها، فيجب أن يصوبها إلى أهداف لا أن يطلق اللفظ كما يطلقه طفل على غير هدى مغمضًا عينيه مكتفيًا بلذة سماع الانفجار) [مستفادمن علم النفس والأدب، د.سامي الدروبي].
و كما يقول المثل الانجليزى: "العصاوالأحجار يمكن أن تكسر عظامي، ولكن الكلمات تحطم قلبي".
إننا مع طول العشرة مع شريك حياتنا وتكرار المشاكل اليومية نبدأ في استخدام ألفاظ جارحة، ثم تتطور إلى إهانات رافعين شعار خير وسيلة للدفاع الهجوم.
النوع الثاني: السلحفاة:
و هذا النوع هو عكس الأول فالسلحفاة إذاتعرضت لأي خطر تدخل أسها وأطرافها داخل صندوقها، وتنسحب من الواقع الذي هي فيه إلىحين هدوء العاصفة وزوال المشكلة ثم تخرج بعدها، وهناك بعض الأزواج يفضلون الانسحاب عند حدوث أي مشكلة زوجية كما ذكرت في أول المقال.
النوع الثالث: الدب الوديع:
وهذا النوع يفضل دائمًا السلامة والهدوء وتخفيف الأمور فعند تعرض أحد الزوجين لأي مشكلة يكون هاجسه الأول والأخير، هو المحافظة على العلاقة والخروج من الأزمة بسلامة وهدوء مهما كانت النتائج اإيجابيةأم سلبية.
:النوع الرابع: الثعلب
وهذا النوع هو رمز للمراوغة والمكر والخديعةفهو عند حدوث أي مشكلة زوجية يراوغ، ويحرص على أن يخرج بنتيجة معينةأ أنه ليس مخطئًا ودائمًا عنده الطرف الآخر هو المخطئ، وإذا حصل نقاش فلا يمكن الوصول معه إلى نتيجة.
النوع الخامس: الحمامة:
والحمامة رمز للذكاء والحكمة فهي تعرف ماذا تفعل؟ وكيف تتصرف وإذا كان أحد الزوجين من هذا النوع فهو يعرف، ماذا يقول وكيف يتكلم وكيف يتعامل مع المشكلة. [المشاكل الزوجية فوائدها وفن احتوائها،أ.جاسم محمد المطوع، ص(41 -42)] 
:ماذا بعد الكلام
على القارئ أو القارئة أن يحدد من أي نوع هوفي التعامل مع المشاكل 
والصحيح أن تكون شخصيتك في الخلافات الزوجيةعلى حسب الحدث والمشكلة، فلكل مقام مقال ولكل حدث حديث، فيكون الشخص حكيمًا فيتعامله مع المشاكل الزوجية ويختار الشخصية المناسبة للموقف المناسب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 

تعديل

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

تعديل

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل